X

الحقن المجهري (ICSI , IVF)

الحقن المجهري (ICSI , IVF)

تقول الدراسات أن 10 إلی 15 بالمئة من الأزواج یعانون من مشاکل العقم و في أغلب الأحیان هم بحاجة لإستخدام أحد تقنیات الإخصاب المساعد و یدعی ART  (Assisted Reproductive Techniques).  تشمل تقنیات الإخصاب المساعد علی العدید من التقنیات البسیطة و المقعدة، و کل زوج له طریقة خاصة و تقنیة خاصة للعلاج.


الحقن المجهري هو عملية إدخال الحيوان المنوي مباشرة في سايتوبلازما البويضة حیث يستعمل حيوان منوي واحد فقط و ليس كما يجري في عملية أطفال الأنابيب التي يتم وضع عشرات آلاف من الحيوانات المنوية بجانب البويضة و هذه الطريقة تعتبر المثالية و المفضلة حالياً لانه بهذه الطريقة من الممكن حدوث التلقيح حتى مع استخدام عدد قليل جداً من الحيوانات المنوية. کلمة ICSI هي مختصر Intra Cytoplasmic Sperm Injection و تعني حقن النطفة داخل سایتوبلازما البویضة. في عام 1992 قام العلماء في بلجیکا بإستخدام هذه تقنیة لأول مرة في العالم و أدی نجاحها إلی حدوث ثورة علمیة في علاج العقم ذو المنشأ الذکري و في الحالات التي لا یمکن علاجها عن طریق حقن الحیامن داخل الرحم  (IUI)أو فشل عملیة طفل الأنبوب (IVF)  سابقاً. و إستخدام هذه التقنیة یبعث الأمل من جدید عند الأزواج الذین یعانون من عقم. عادتاً نقوم بإستخدام عدد قلیل من النطاف في هذه التقنیة بالمقارنة مع عملیة طفل الأنبوب.
نستخدم هذه التقنیة في جمیع حالات العقم و التي تشمل علی إنسداد الأقنیة الرحمیة (فالوب) أو التصاقات داخل البطن و العدد القلیل للنطاف و قلة تحرك النطاف.
نسبة نجاح هذه العملیة أو التقنیة تتراوح بین 30 و 40 بالمئة في أفضل مراکز طفل الأنبوب في العالم و نجاحها یرتبط بظروف مختبر الجنین و دقة عمل أخصائیة النسائیة، وجودة النطاف و البویضات و عمر الزوجة یلعب دوراً هاماً في نجاح هذه العملیة.


ما هي مراحل عملیة الحقن المجهري؟

یوم العملیة، یتم سحب البویضات من الزوجة تحت تخدیر قصیر و مؤقت و بنفس الوقت نقوم بأخذ عینة النطاف من الزوج و ارسالها إلی مختبر الجنین و نقوم هناك بعملیة غسیل للحیامن و تجهیزها لعملیة الحقن المجهري. و من ثم ننقلها إلی مجهر خاص لحقن النطفة إلی داخل البویضة، و بعدها نضع الأجنة في حاضنة خاصة تشبه إلی حد بعید رحم الأم حیث تکون درجة حرارتها 37 درجة مئویة و في وسط مغذي لمدة تتراوح بین 48- 72 ساعة. ندعو البویضة المخصبة بالجنین حیث تکون مکونة من خلیة واحدة و تبدأ بالإنقسام إلی العدید من الخلایا. عادتاً بعد مرور 48 أو 72 ساعة علی تکون الجنین نصل إلی مرحلة الجنین المکون من 4 إلی 8 خلایا، حیث نقوم بزرع الأجنة داخل تجویف الرحم لیحصل التعشیش و بعدها الحمل.
نزرع عدد من الأجنة لزیادة نسبة نجاح العملیة و احیاناً یحصل حمل بعدة توائم. نسبة حدوث حمل مترافق مع التوائم مرتبط بعمر الأم (السیدات الشابات یحصل لدیهن حمل توائم بنسبة أکبر)، و یرتبط ایضاً بعدد الأجنة التي تم زرعها. و بحسب الدراسات فإن نسبة حدوث حمل توائم عند سیدة یتراوح عمرها بین 20 إلی 29 عاماً حوالي 46 بالمئة.
بشکل عام نستطیع تقسیم مراحل عملیة الحقن المجهري إلی خمس مراحل:


المرحلة الأولی: تحریض الإباضة.
المرحلة الثانیة: سحب و جمع البویضات.
المرحلة الثالثة: تجهیز الحیامن (الحیوانات المنویة).
المرحلة الرابعة: الإلقاح و نمو الجنین في المختبر.
المرحلة الخامسة: زرع الجنین (إسترجاع) داخل تجویف الرحم.


المرحلة الأولی: تحریض الإباضة

أثناء الدورة الشهریة العادیة یتطور جریب واحد لتنمو بداخله بویضة ناضجة واحدة فقط، ولکن عندما نعطي الزوجة أدویة خاصة نقوم بتحریض المبایض لیتطور لدینا عدة جریبات و بالتالي نحصل علی عدد أکبر من البویضات الناضجة. و من ثم نسحب البویضات و نقوم بنقلها إلی مختبر الجنین و نحقنها بنطاف الزوج لنحصل علی عدد کبیر من الأجنة و بذلك نرفع نسبة نجاح عملیة طفل الأنبوب.


المرحلة الثانیة: سحب و جمع البویضات

المرحلة التالیة بعد حقن الأدویة الخاصة لتحریض الإباضة هي سحب البویضات. حجم المبیض بعد حقن الهورمونات یشبه حجم البرتقالة و یأخذ مکانه بجانب المهبل مما یسهل علی الطبیب رؤیة المبیض بإستخدام الأمواج فوق الصوتیة (سونار) حیث یقوم بسحب البویضات من المبیض عن طریق إبرة خاصة یقوم بإدخالها عن طریق مهبل. في بعض الأحیان یتم سحب البویضات عن طریق عملیة تنظیریة من البطن.


المرحلة الثالثة: تجهیز الحیامن (الحیوانات المنویة)

في صباح یوم عملیة سحب البویضات یقوم الزوج بإخراج السائل المنوي و تسلیمها إلی مختبر الأجنة لمعالجتها و إنتقاء أفضل النطاف (الحیامن) لتکون جاهزة لعملیة الحقن المجهري.


المرحلة الرابعة: الإلقاح و نمو الجنین في المختبر

في البدایة نقوم بتنظیف الخلایا المحیطة بالبویضة بعد سحبها من المبیض و نضعها في أوساط زرع مغذیة و ننقلها إلی مجهر ضوئي متطور جداً لحقن النطفة بواسطة إبرة دقیقة جداً داخل البویضة.
في صباح الیوم التالي، یقوم خبیر الأجنة بتفحص البویضات الملقحات و من ثم یضعها في الحاضنة لمدة 24 ساعة أخری لتنقسم إلی خلایا أکثر و تکون جاهزة لنقلها و زرعها في رحم الأم.


المرحلة الخامسة: زرع الجنین (إرجاع) داخل تجویف الرحم

هذه المرحلة لیست معقدة و لیست بحاجة إلی تخدیر المریضة و إنما نقوم بإدخال الأجنة داخل أنبوب دقیق جداً و من ثم نجعله یعبر المهبل و عنق الرحم حتی یصل إلی تجویف الرحم و من ثم نحرر الأجنة من داخل الأنبوب لیستقروا في الرحم.
في بعض الحالات التي یستحیل فیها زرع الأجنة عبر المهبل فإننا نقوم بعملیة تنظیریة لحقن الأجنة داخل الرحم (ZIFT). بحسب عمر الزوجة و طبیعة الرحم و کیفیة الأجنة عادتاً ما نقوم بنقل عدد من الأجنة (تقریباً 4) إلی رحم.  
  تستطیع الزوجة مغادرة المستشفی بعد مضي ساعتین علی نقل الأجنة إلی رحمها و ننصحها بالإستراحة الکاملة لمدة 3 ایام في المنزل و إستخدام الحمامات الإفرنجیة. بعد مضي 14 یوم علی إرجاع الأجنة یجب إجراء تحلیل هورمون الحمل (HCG) الموجود في دم الأم، و إرتفاع  مقدار هذا الهورمون هو أول علامة للحمل.


متی نقوم بتجمید الأجنة؟

في حال الحصول علی عدد إضافي من الأجنة. عند حدوث متلازمة فرط تحریض المبيض (OHSS) أو النزیف المهبلي أو وجود الأورام الحمیدة داخل عضلة الرحم. بعد تشخیص خبیر الأجنة و أخصائي النسائیة یتم تجمید الأجنة بعد موافقة الزوجین علی ذلك. أحد میزات التجمید هي أننا نختصر عملیة تحریض المبایض في عملیات الزرع أو الإرجاع القادمة، حیث أننا نعطي أدویة بسیطة لتجهیز بطانة الرحم فقط.


الأدویة أو العقاقیر التي یجب إستخدامها بعد إرجاع الأجنة

یلعب هورمون البروجسترون  دوراً  أساسیاً  و هاماً جداً في عملیة تعشیش أو إنغراس الأجنة. حیث یقوم هذا الهورمون بتقلیل تقلصات عضلة الرحم من جهة و یحافظ علی صلابة و متانة جدار الرحم من جهة أخری. و لهذا السبب فإن أخذ هورمون البروجسترون علی شکل حقن أو تحامیل مهبلیة بشکل منظم و دقیق بحسب وصفة الطبیب علی طول فترة الحمل. یجب عدم الإستمرار في أخذ البروجسترون في حال کان تحلیل الحمل سلبیاً و قطعه فوراً.


إلی أي مدی تعد هذه العملیة ناجحة؟

تسعی جمیع مراکز الإخصاب المساعد و علاج العقم إلی الوصول لأفضل نسبة نجاح ممکنة و یتمنون لو أن جمیع الأزواج یصبحون آباء. و لکن و مع وجود کل هذا السعي إلا أن نسبة نجاح هذه العملیة في افضل مرکز خصوبة في العالم لا تصل إلی 40 بالمئة. نسبة نجاح عملیة الحقن المجهري في الولایات المتحدة الأمریکیة في کل مرة زرع موضح علی الشکل التالي:
من 30 إلی 35 بالمئة عند السیدات في سن الـ 35 عاماً و ما دون.
25 بالمئة عند السیدات في سن الـ 35 إلی 37 عاماً.
15 إلی 20 بالمئة عند السیدات في سن الـ 38 إلی 40 عاماً.
6 إلی 10 بالمئة عند السیدات في سن الـ 40 عاماً و ما فوق. 
بحسب الدراسات التي أقیمت في الجمعیة العامة الأوربیة لعلم الأجنة و الخصوبة عند الإنسان (ESHRE) في عام 2010 فإن نسبة نجاح اطفال الأنابیب بإستخدام عملیة الحقن المجهري کانت حوالي 1/32 بالمئة. و مع کل هذا لا تقلقوا ! لأن الخبراء في علم الأجنة یسعون جاهدین لإکتشاف اسباب فشل الحمل و تلافیها في المراة القادمة.
 

 

الاتصل بنا

دی ان ان